عائشة فتاة تزوجت منذ سنوات لم تكن من الزوجات التي تهوي الحديث المفرط عن علاقتها بزوجها، فلم يعلم أصدقاؤها ممن يعملن معها بنفس الشركة عنه سوى اسمه فقط. وذات يوم حضر إليها زوجها على غير العادة ليصطحبها بعد الانتهاء من الدوام الرسمي للعمل، وكانت تلك هي المرة الأولى التي يراها فيها زملاؤها. وهناك شاهدتها إحدى صديقاتها الفضوليات لتذهب وتقترب منها لتلقى التحية سعيا للتعرف عليها. ردت عائشة سريعا هي في قمة الخجل والصدمة. أعرفك على زوجي. انصدم الجميع.
لقد كان زوجها كبيرا عنها في السن لدرجة أن البعض ظن أنه والدها وبدأ الشك يدور في أذهان الجميع حول السبب الذي جعل شابة جميلة ومثقفة كعائشة أن تتزوج من رجل يكبرها بكثير في العمر. لم تحدثهم عائشة من قبل عن فارق السن الكبير بينها وبين زوجها، فما كان يظهر على وجهها من ابتسامات خجل وضحك بهدوء، بل وسرحانها كمراهقة تعيش في قصة حب وغرام أسطورية تجعلها تشرد لساعات بعد انتهاء المكالمة.
كل هذا ظهر عكسه في صباح اليوم التالي. فبعد انتهاء المكالمة جلست صامتة تحاول إخفاء ملامح وجهها وهي تبكي حتى لا ينتبه إليها أحد، اقتربت منها إحدى زميلاتها لتسأله عما بها، فقالت لها هل أنت بخير يا عائشة؟ فأجابت لا، أنا لست بخير. فسألتها زميلاتها ما سبب حزنك؟
احكي لي فربما أساعدك في شيء، فقالت إني أخاف من ضياع سعادتي وحب عمري أبكي خوفا على زوجى الذي أعشقه ويحبني. يحب العشاق المراهقين والذي جعل كل يوم في حياتي وكأنه شهر عسل جديد يتصل بي كل دقيقة ليطمئن علي وهو في عمله ويصرح لي عن حجم اشتياقه لي.
0 التعليقات